موضوع: دور رياض الأطفال في تنمية القيم لدى طفل ما قبل المدرسة الخميس مايو 03, 2012 1:03 pm
--------------------------------------------------------------------------------
دور رياض الأطفال في تنمية القيم لدى طفل ما قبل المدرسة
تعتبر مرحلة رياض الاطفال من اهم المراحل التي يمر بها الطفل في بداية حياته وتعرفه على العالم الخارجي حيث انه في هذه المرحلة تتبلور شخصية الطفل ويقل تعلقه بوالديه تدريجيا استعداد للمدرسة ويكتشف الطفل ان هناك اشخاص يحبونه ويعتنون به غير والديه واخوته فيشعر بالأمن والاطمئنان اتجاههم . وفي هذه المرحلة ينمو الطفل نموا متكاملا إذا اتيحت له الفرص الشتى للنمو السليم وتتمثل في :
- البيئة المناسبة التي تتوفر فيها كل احتياطات السلامة المطلوبة .
- الاهتمام بالغذاء الصحي للأطفال .
- توفير الالعاب الكبيرة المتمثلة في : ( المرجحة ، الزحليقة ، العاب التوازن ، الميزان ، العاب التسلق ، الرمل ) كل هذه الالعاب تخص نمو العضلات الكبيرة للطفل إضافة إلى الانشطة الخاصة بهذه العضلات وتكون المعلمة هي المسؤولة عنها مثل الرياضة والركظ والقفز .... الخ .
- توفير الانشطة التي تهتم بنمو عضلاته الصغيرة المتمثلة في اصابع اليد وتأزرها مع العين استعدادا للكتابة والقراءة والرسم .
- الاهتمام بالمادة العلمية التي تقدم للطفل والتي تشمل (، الوحدات التعليمية والتي يتم تغيرها حوالي كل اسبوعين او ثلاثة اسابيع وتشمل جميع الانشطة التي تختص بها ابتداء من القرآن والاداب الاسلامية ، اللغة العربية ، التجارب العلمية ، الفن ، الرحلات الاستكشافية والترفيهية ، الطهي ، الاركان التعليمية ......الخ .
- )الاهتمام بنموه العاطفي والاجتماعي من خلال انشطة خاصة تشبع هذه الرغبات عند الطفل .
- اختيار المعلمة الجيدة ومن الضروري ان تكون ملمة ( بمراحل نمو الطفل ، طريقة تعليم الطفل في الروضة ، الالمام بحل المشاكل السلوكية ، معرفة الادارة الصفية ، الثقافة \ اللباقة \ الاخلاق \ حسن التصرف ( والافضل ان يكون عندها تخصص رياض الاطفال حتى تستشعر اهمية هذه المرحلة العمرية (.
وتعتبر مرحلة الخمس سنوات الاولى في حياة الطفل هي اهم مرحلة في حياته حيث انه تتشكل شخصية الطفل في هذه المرحلة وتكون ملازمة معه طيلة حياته .
فعندما تتوفر للطفل الشروط السابقة الذكر في الروضة فأنها سوف تؤثر عليه بشكل كبير لأن الطفل في هذه المرحلة يكون سهل التأثر شديد المرونة لكل ما يتعلمه ومتشبثا بالطريقة والاسلوب اللذين يرضيانه في حل مشكلاته وفي التعامل مع الاخرين ، لذا فاحترام شخصية الطفل والاعتراف بكيانه وتلبية حاجاته الاساسية والنفسية وتوجيه ميوله ، كل هذه الامور تساعد على بناء شخصيته وتحديد معالمها فأي تقصير من قبل المربين اتجاه هذا الطفل يعتبر بلا شك إساءة كبرى للطفولة وسببا لإضعاف الشخصية المتكاملة التي نتطلع اليها في كل طفل .
هنا تكمن اهمية رياض الاطفال ومدى تأثر الطفل بها .
-----------------
والاهداف الرئيسية التي تضعها رياض الاطفال تتمثل في الآتي :
- تهيئة الطفل لإستقبال ادوار الحياة على اسس سليمة وتنشئته تنشئة صالحة اسلامية منذ عمر مبكر في جو اسري سليم .
- تكوين الاتجاه الديني وتعويد الطفل آداب السلوك والفضائل الاسلامية واكسابه الاتجاهات الاجتماعية الصالحة .
- تهيئة الطفل للحياة المدرسية وتزويده بالمعلومات التي تتناسب مع نموه العقلي وتشجيع نشاطه الابتكاري وتنمية الذوق الجمالي عنده .
-
- تدريب الطفل على المهارات الحركية وتعويده العادات السليمة وتربية حواسه وتمرينه على حسن استخدامها .
- الوفاء بحاجات الطفولة والعمل على اسعاد الطفل وحمايته من الاخطار .
- صيانة فطرة الطفل ورعاية نموه العقلي والجسمي والخلقي وفق التعاليم الاسلامية .
- توجيه سلوك الطفل كي يستطيع ان يعبر عن احتياجاته لفظيا وبطريقة مهذبة وان يعتمد على ذاته في الامور اليومية وان يقوم بإصلاح خطئه بنفسه .
- تقوية ذات الطفل وتعزيز نظرته الإيجابية عن نفسه ومساعدته في النقل من الذاتية المركزية إلى الحياة الاجتماعية المشتركة مع اقرانه .
- اهمية وجود القدوة الحسنة المحببة امامه حتى يتأثر بها .
وتقدم كل شيء مفيد يسعد هذا الطفل عن طريق البحث عن كل شيء جديد ومبتكر .
أهداف رياض الأطفال :
1- تزويد الطالبة بمعلومات وظيفية عن أهمية المرحلة في بناء شخصية الطفل وتعلمه .
2- مساعدة الطالبة على تكوين فكرة موجزة عن تاريخ رياض الأطفال وتطورها .
3- مساعدة الطالبة على الإلمام بأهم الآراء التربوية لبعض المربين حول تربية طفل ما قبل المدرسة .
4- تعريف الطالبة بأهداف رياض الأطفال وأثر تحقيق هذه الأهداف على جانب نمو شخصيته المتكاملة.
5- تزويد الطالبة بمعلومات وظيفية عن بيئة الروضة الفيزيائية من حيث المبنى والتجهيزات والبرامج والخطة الدراسية.
6- أن تدرك الطالبة العوامل المختلفة التي أدت إلى إنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال وان تكون الطالبة قادرة على فهم برامج رياض الأطفال وتطويرها وتحسينها.
7- تزويد الطالبة بالمفاهيم الأساسية للأغذية والأطعمة وعن نوعية هذه الأغذية وكيفية تطبيقها في إعداد وجبات غذائية كاملة ومفيدة للطفل .
8- إكساب الطالبة معلومات وظيفية عن مفاهيم التربية الخاصة وأهدافها وتعريفها بالمشكلات وطرق علاجها.
9- تزويد الطالبة عن كيفية التعرف على بعض أمراض الأطفال وكيفية العناية التمريضية وأساليب الوقاية من الأمراض.
10- تعريف الطالبة على البرامج التربوية في رياض الأطفال التي تهتم بتنمية التفكير والابتكار لدى طفل الروضة.
11- تزويد الطالبة بمعلومات عن المهام التربوية لكل من الأسرة والمدرسة وأهمية التربية والتوعية للآباء ودورهم في حسن رعاية الطفل .
12- إكساب الطالبة المعلمة مهارات واستراتيجيات تدريبية تساهم في تحقيق أهداف عمليتي التعليم والتعلم المبني على نشاط الطفل من خلال تهيئة المواقف التدريسية الفنية بالخبرات والمحفزة للتعلم الذاتي .
13- تدريب الطالبة على مهارات الاتصال المختلفة ومهارة إنتاج وتوظيف وسائل وتقنيات التعليم والتعلم ضمن المواقف التدريسية بطريقة فعالة ووظيفية بما يحقق أهداف المرحلة التعليمية . ولرياض الأطفال أهمية في بناء شخصية الفرد فهناك عوامل عدة تؤثر على بناء شخصية الفرد منذ طفولته وهي :
1- العوامل الفيزيائية :
فتمتع الطفل بجسم سليم خال من العاهات يؤثر ايجابياً على تكوين شخصيته ، ويتيح له فرصة الحركة بشكل طبيعي ، وكذلك فإن توازن إفرازات الغدد الصماء وسلامة الجهاز العصبي والعقلي لدى الطفل يؤثر إيجابياً على بناء شخصيته ، ويتمثل ذلك بالتفكير السليم والسلوك السوي الطبيعي .أما خلافه كإصابة الطفل بعاهة جسمية أو اختلال في إفرازات الغدد أو تلف في الجهاز العصبي فإن ذلك كله يؤثر سلبياً على بناء شخصيته .
2- الوراثة :
إن العوامل الوراثية لها الأثر الكبير في تشكيل شخصية الفرد وتشترك في تحديد أنماط السلوك الخاصة به.
فالنمو الجسماني وسرعة أو بطء النمو وطول أو قصر القامة وكبر حجم الجسم أو ضآ لته ، كل هذه الأمور ترتبط ارتباطاً
وثيقاً بالوراثة ، وتتدخل في تكوين شخصية الفرد ، وعلى العموم فإن الوراثة ترتبط أيضاً وبشكل وثيق بالبيئة التي ينشأ فيها الفرد .
3- النضج :
يؤثر النضج بشكل كبير في بناء الشخصية ، فهو يشتمل على عملية النمو الطبيعي لكل طفل ، وحدوث تغيرات منتظمة تحدث بشكل تلقائي . فعلى سبيل المثال :
لا يمكن توقع قيام طفل ما بالرسم قبل نضوج عضلاته وتمكنه من السيطرة على مسك القلم والقيام بذلك العمل .
4- الثقافة:
يقصد بالثقافة هنا ، ثقافة المجتمع ككل ، وأصالة عاداته ومعتقداته وقيمه وترابطه الاجتماعي وحصيلته اللغوية ، ولعل المجتمع الإسلامي الواعي يمثل هذا البند
الذي يدخل في بناء الشخصية السوية عن طريق التنشئة الاجتماعية السليمة بدءاً برياض الأطفال .
5- الأسرة :
هي النواة الأساسية التي تؤثر في سلوك الفرد وتلاحظ بناء شخصيته ، بل وتؤثر فيها تأثيراً كبيراً فكلما كانت الأسرة منظمة متكاتفة ويحترم أعضاؤها بعضهم البعض وتطغى عليهم روح التعاون كلما نمت شخصية كل فرد فيها نمواً سليماً ، وإلا فإن كثرة الخلافات بين أعضاء الأسرة أو بين الأم والأب وتفكك الأسرة وعدم احترامها للقوانين والضوابط الاجتماعية المفروضة عليها ، تؤثر على شخصية كل فرد فيها فتنمو نمواً مضطرباً متعثراً غير سوي.
6- البيئة :
إن للبيئة التي ينشأ فيها الطفل الأثر الكبير في بناء شخصيته ، فالطفل يبدأ في معرفة بيئته من خلال مراقبته الدائمة للأشياء المحيطة به ، والتجارب التي يمر بها ذاته أو غيره ممن حوله ، والألعاب التي يمارسها مع أقرانه والأنشطة الاجتماعية والقصص التي يسمعها . هنا يبرز دور الروضة في تدريب الطفل على القيم الفاضلة التي تتوافق والمجتمع الذي يعيش فيه وتساعده على التجاوب والتفاعل مع البيئة المحيطة به .
7- التعليم :
يتعلم الطفل في مرحلة الروضة من خلال نشاطه الذهني المبادئ الأساسية التي تعينه على بناء شخصيته والتكيف مع المجتمع ، مثل اكتساب العادات الحسنة ، واتخاذ القرار ، واختيار الأصدقاء ، واكتساب القيم الفاضلة والمهارات والخبرات ، وتوسيع المدارك وما إلى ذلك من الأمور التي تعينه على صقل شخصيته والاستعداد لدخول المرحلة الابتدائية ، وتقدم برامج الروضة عادةً بشكل مدروس تحت إ طار تربوي محدد المعالم ، وهذا بالطبع يساعد على بناء شخصية الفرد ويمكنه من التوافق الاجتماعي ، ويعده لأن يصبح مواطناً صالحاً .
بالإضافة إلى ما ذكر آنفاً فإن رياض الأطفال تهيئ المناخ الملائم للطفل لكي يستكشف بيئته والمحيط الذي يعيش وسطه بتوفيرها الأدوات والأجهزة والألعاب المناسبة التي يكتشف من ورائها بيئته والمحيط الذي يعيش فيه ، ومن خلال استخدام هذه الأجهزة والأدوات ستكون بلا شك لديه المهارات العديدة من خلال التجريب والمحاولة ، وهذا بالطبع سيزيد من ثقته بنفسه وقدرته على الابتكار والتجريب، كما تهيئ له الروضة مجال التعايش مع الآخرين من خلال اللعب الفريقي والعمل الجماعي ، فتغرس فيه روح التعاون والتكافل واحترام ملكية الآخرين ، واحترام الغير ، واستغلال الوقت ، إضافة إلى مهارات أخرى يكتسبها من الروضة كالتغذية الجيدة والنظافة والالتزام بالنظام ، والقدرة على الاعتماد على النفس ، وضبط النفس ، وإمكانية التعبير عما يحس به الطفل من آلام وآمال ومشاعر وقدرة التعبير بكل جرأة وحرية وبدون قيود.
كل هذه الأمور مجتمعة لابد أن تكون عاملاً فعالاً في بناء شخصية الفرد وقدرته على تقدير ذاته من خلال التكيف الاجتماعي ، متحدياً تطورات العصر وتشابك العلاقات وتعدد النشاطات في زمن أصبحت التكنولوجيا هي المسيطر المهيمن.
وفي مجمل القول فإن مرحلة رياض الأطفال في العالم العربي بصورة عامة ليبيا خاصة ما زالت في دور التطور : لذا فمن الضروري تكثيف الجهود وإعادة النظر بهذا الركن الأساسي من أركان التربية والتعليم ، والذي يعد الحجر الأساسي في إعداد المواطن الصالح ، وصقل جوانب شخصيته وتأهيله لإتمام مراحل الدراسة التي تلي مرحلة رياض الأطفال ، تلك النواة الأولى والمهمة التي تستحق الدعم المستمر ، والمتابعة الدائمة ، وتحتاج إلى إدارة واعية ، وعلى قدر عال من الخبرة والتدريب ، وإضافة إلى الثقافة العامة ، والحرص الشديد على إعداد الطفل إعداداً يكفل له أن يكون مواطناً صالحاً بإذن الله .